شهدت حديقة حيوان ميامي أحد أكثر الأحداث غير العادية في عالم الحيوان في السنوات الأخيرة: أصبح جالوت، وهو سلحفاة من جزر غالاباغوس يبلغ عمرها 135 عامًا للتو، أبًا لأول مرة. هذه الولادة تم الاحتفال بهذا اليوم تزامنا مع عيد الأب وعيد ميلاده، مما يمثل علامة فارقة في تاريخ المركز وفي الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.
لقد أثار هذا الحدث حماسة بين مقدمي الرعاية والخبراء، ليس هذا أول سلحفاة جالوت فحسب، بل هو أيضًا أول سلحفاة غالاباغوس تُولد في حديقة حيوانات ميامي. إنها نادرة بيولوجية حقيقية تتجاوز أهميتها نطاق علم الحيوان.
رقم قياسي في طول العمر قد يدخل التاريخ
لقد جذب جالوت اهتماما دوليا لأنه، وفقًا للسجلات، لم تُعرف حالة أبوة متأخرة كهذه في هذا النوع أو لدى الحيوانات الخاضعة للإشراف في حدائق الحيوان. وقد قدمت حديقة حيوان ميامي بالفعل وثائق إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية للاعتراف بجالوت كـ"أطول أب عاش من أول مرة"، بالإضافة إلى الثنائي الذي كونه مع سويت بي، والذي يُقدر عمره بين 85 و100 عام. معًا تجاوزت المائتي عام من الحياة.
قصة حياة جالوت مدهشة: ولد في جزيرة سانتا كروز في جزر غالاباغوس في نهاية القرن التاسع عشر، تم نقله في عام 1929 إلى حديقة حيوان برونكس في نيويورك. ووصل لاحقًا إلى ميامي في عام 1981. ومنذ ذلك الحين، عاش مع العديد من الإناث دون إنجاب ذرية حتى هذه اللحظة التي طال انتظارها، والتي تأتي بعد أكثر من قرن من ولادته.
وُلِد العجل في الرابع من يونيو.، نتيجة لمجموعة من ثماني بيضات وضعتها Sweet Pea في 27 يناير. بعد 128 يومًا من الحضانةتمكنت بيضة واحدة فقط من النمو بنجاح، مما يدل على أن كل عينة جديدة تفقس هي إنجاز قيم للحفاظ على الأنواع.
رمز للحفاظ على البيئة والعلم
إن ولادة نسل جالوت و سويت بيا لها قيمة خاصة، ليس فقط بسبب تقدم آبائها في السن، بل أيضًا لأن سلاحف غالاباغوس تُعتبر من أطول الأنواع عمرًا على وجه الأرض. علاوة على ذلك، انخفض عددها بشكل حاد بسبب النشاط البشري ووصول الأنواع الغازية إلى الجزر.
حاليا، ويقدر أن هناك ما بين 15.000 ألفًا و17.000 ألف سلحفاة من جزر غالاباغوس تعيش هذه السلاحف في البرية. هذه الأعداد أقل بكثير من التقديرات التي كانت تشير إلى حوالي 250.000 سلحفاة عاشت في الأرخبيل قبل القرن العشرين. لذلك، تُعدّ كل ولادة، حتى في الأسر، ضرورية للحفاظ على البيئة وخطط التكاثر المُحكمة.
يذكرنا الخبراء أنه في بيئتهم الطبيعية، تكون صغار هذه السلاحف مستقلة منذ البداية: بمجرد فقسها، لا يتلقون الرعاية الأبويةولذلك، تم نقل المولودة الجديدة إلى مكان منفصل، لضمان حمايتها ونموها في بيئة آمنة.
ويستمر جالوت وبازلاء الحلوة في العرض العام وأصبحا سفيرين حقيقيين. مشاريع الحفاظ على الأنواع وأهمية الصبر والمثابرة في العمل العلمي وعلم الحيوان. كما يُشيد الخبر بجهود برامج الإكثار وإعادة التوطين التي سعت لعقود لاستعادة أعداد هذه الزواحف المعمرة.
قصة جالوت، التي تعكس أكثر من قرن من المحاولات الفاشلة لتحقيق الأبوة، أسرت قلوب آلاف الأشخاص، وتنضم إلى الجهود الدولية الرامية إلى رفع مستوى الوعي بضرورة حماية التنوع البيولوجي. يُعد هذا المثال، في نهاية المطاف، درسًا في أهمية المثابرة في الحفاظ على البيئة، والقيمة الفريدة لكل حياة تُولد في ظل حماية العلم.